نبض أرقام
17:36
توقيت مكة المكرمة

2024/05/29

مراجعة كتاب "ألا يمكننا طباعة المزيد من الأموال فقط؟"

2022/09/17 أرقام

يعتبر بنك إنجلترا "مكاناً منيعاً"؛ فهو مسؤول عن تخزين سبائك الذهب ووضع السياسة النقدية، لكنه يشتهر حالياً بتقديم توقعات متشائمة بشأن مستقبل الاقتصاد.

 

ويقع مقر البنك في شارع ثريد نيدل بمدينة لندن، وهو عبارة عن حصن كلاسيكي جديد، بجدران عالية جداً، يبدو أنها بنيت لردع أي شخص عن النظر إلى داخله، ويعد كتاب "ألا يمكننا طباعة المزيد من الأموال فقط؟"، الذي كتبه الاقتصاديان في بنك إنجلترا روبال باتيل وجاك ميننج، محاولة جيدة التوقيت لجعل عامة الشعب يرون ما يجري في الداخل، وتعريفهم ببعض المفاهيم الاقتصادية الأساسية.

 

ويتناول كل فصل في الكتاب سؤالاً مختلفاً، مثل "من أين أتت وجبة إفطاري؟" أو "لماذا أنا أغنى من جدتي الكبرى؟" ويتخلل الكتاب حكايات مبهجة وأمثلة رائعة: تُشرح، مثلاً، الزيادات في الأسعار عبر استخدام شوكولاته "ديري ميلك" كمرجع؛ وتُشرح قيمة المفاوضة الجماعية باستخدام حلقة من مسلسل عائلة سيمبسون.

 

في معظم الأوقات، تكون نغمة الخطاب المرحة هذه فعالة، لكنها يمكن أن تثير الغضب في بعض الأحيان. ويقول مؤلفا الكتاب: "نأمل أن ترى أن (المال) ليس مجرد قطعة من المعدن أو البلاستيك".

 

 

- كتب محافظ البنك المركزي البريطاني أندرو بيلي في مقدمة الكتاب أنه "مختلف تماماً عن معظم الكتب التي نشرها البنك خلال القرون الثلاثة الماضية".
 

- ويحاول البنك شرح الاقتصاد للجمهور منذ عام 2018 على الأقل، عندما أطلق لأول مرة سلسلة من حلقات نقاشية للمواطنين.

- ومع انخفاض مستويات المعيشة في المملكة المتحدة، ظهر اتجاه للحديث عن أشياء مثل "الشمول المالي"، و"إدارة الأموال".

- قد تفكر في  أن هذا التوجه يمثل نظرية مارتن لويس للتغيير الاجتماعي: قم بتثقيف الناس حول كيفية التعامل مع اقتصاد لا يرحم، وسيكونون قادرين على تحسين أوضاعهم.

 

- يُروَج الاقتصاد عادة كعلم، لكن عندما يتعلق الأمر بإيصال رسائل إلى الآخرين غالبًا ما تكون القصص مهمة بقدر أهمية الملاحظة التجريبية.


- ويستخدم الكتاب الأمثال الخاصة بالقرى البدائية وساحات السوق، حيث يتم استبدال الفول بالأبقار لشرح أشياء مثل تطور النقود.


- كما يوظف قصة الرؤوس الحجرية الأيقونية المعروفة باسم "مواي" والموجودة في جزيرة القيامة للإشارة إلى العلاقة المتوترة بين النمو والتدهور البيئي.


- كتب باتيل وميننج: "تقول القصة أن سكان الجزيرة قطعوا الأشجار لصنع أدوات تمكنهم من بناء تماثيل مواي ونقلها في جميع الأنحاء"، بدون أي أشجار، زادت تآكل التربة وانخفض حجم المحاصيل، وكانت النتيجة انخفاضًا كارثيًا في عدد السكان".


- لكن القصص يمكن أن تكون مضللة، فالمؤلفان يشيران إلى أن علماء الأنثروبولوجيا بدأوا يتساءلون بشأنها على نحو متزايد.

 

- ويطرح الكتاب قصة أخرى عن "مأساة المشاع" مستخدماً قصة متخيلة عن نشوب نزاع حول كمية الرقائق في مقصف بنك إنجلترا.


- ويقوم مصطلح "مأساة المشاع" على فكرة أن الموارد المشتركة يمكن أن تنضب إلى حد الدمار، وقد طرح الاقتصادي وعالم البيئة غاريت هاردين هذه الفكرة  في ورقة بحثية عام 1968.


- وقد شكلت حجته هذه موقفاً كاملاً لسياسات الدول، وقد عمل هاردين بجد أيضاً على تأسيس فكرة أن الهجرة تهديد بيئي معقول حقيقي.


- ومجدداً، عند النظر بإمعان، فإن مثل هذه الحجج لا تصمد أبداً.


- فقد وجدت الخبيرة الاقتصادية إلينور أوستروم أنه "عندما تتحكم المجتمعات في مواردها المشتركة، فإنها في الواقع لا تستنزفها حتى الدمار"، وكتب باتيل وميننج عن رؤيتها أنها "قادرة على إنقاذ الأسواق من نفسها".

 

- تنطوي القصص على عاملي التجريد والانتقاء، الأمر نفسه ينطبق على النماذج، التي يقر مؤلفا الكتاب بأنها ليست صحيحة تماماً.


- تضع جميع النماذج مجموعة من الافتراضات لتبسيط العالم من حولنا، وقد قال الإحصائي جورج بوكس ذات مرة: إن "جميع النماذج خاطئة، لكن بعضها مفيد"، وتشكل هذه الافتراضات كيفية قياس الاقتصاد وحسابه.


- يبدو أن المؤلفين يحاولان باستمرار إيصال فكرة أننا موجودون من أجلك، عندما حظى بنك إنجلترا باستقلاله في عام 1997، كُلِف بمهمة التحكم في التضخم، وهو أمر كان السياسيون مسؤولين عنه في السابق.

 

- كيف ترسخ الشرعية الديمقراطية لمؤسسة هدفها جزئياً انتزاع السيطرة من الممثلين المنتخبين؟ أصبح هذا السؤال أكثر غرابة بسبب الأحداث الأخيرة، إذ يبدو أن التضخم سيواصل الارتفاع، كما أن العديد من الناس مع يعيشون أوضاعاً اقتصادية مؤلمة.


- قيد يبدو البنك بعيدًا عن نبض الشارع أو حتى منفصلاً عنه، مثلما تبين من حديث بيلي مؤخراً عندما قال إنه يجب على العمال ألا يطلبوا زيادات سخية في الأجور.


- ويعد هذا الكتاب محاولة لمنح البنك وجهاً إنسانياً - لكن سمعته المنيعة قد لا تتغيّر بسهولة.

 

المصدر: صحيفة الجارديان البريطانية

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة