نبض أرقام
01:35
توقيت مكة المكرمة

2024/06/03
2024/06/02

هل أنت قلق بشأن المخاطر في السوق؟ .. ربما يساعدك هذا التقرير على تجنبها

2022/10/01 أرقام - خاص

يقول "بنجامين جراهام"، الاقتصادي الأمريكي المخضرم الذي يطلق عليه "أبو استثمار القيمة"، إن الاستثمار الناجح هو إدارة المخاطرة وليس تجنبها؛ إذ إنه يمكن للأسواق أن تتغير بسرعة كبيرة وبشكل غير متوقع، ولا يمكننا التحكم في ذلك، لكن ما يمكننا التحكم به هو كيفية إدارة المخاطر.

 

هناك ملايين الاستثمارات المختلفة التي يمكنك الدخول فيها، وبقدر أنه لا يوجد استثمار مضمون بالكامل فإن هناك استثمارات محفوفة بالمخاطر مقارنة مع بدائل أخرى لها، جوهر المسألة في كيفية الاستعداد للمخاطرة وتقييم مدى احتمال محفظتك كمستثمر لها وتحديد المخاطر المناسبة أو الأكثر معقولية بحساب علمي دون مجازفة خطيرة أو تخوف غير محسوب.

 

 "كلما زادت المخاطر ارتفعت العوائد"، لذا عندما تتطلع إلى تعظيم عائد محفظتك اسأل نفسك أولاً ما الذي قد يفعله بي انخفاض كبير في قيمة استثماراتي؟

 

تنطوي الإجابة عن عدة أوجه منها الكيفية التي قد يؤثر بها الانخفاض في محفظتك بشكل فعلي على أوضاعك المالية وكيف تتفاعل بشكل شعوري مع خسارة المال.

 

الأزمة الحالية اختبار فعلي للمخاطر

 

 

وضعت الأسواق مؤخراً المستثمرين أمام السؤال بشكل مباشر دون مواربة؛ إذ انهارت الأسواق سريعاً في أوائل 2020 بسبب فيروس كورونا فيما تشهد اضطراباً منذ بداية 2022 تقريباً ما يمكن أن يوفرا مقياساً جيداً لتحديد مدى قدرتك على الاحتفاظ بأصول عالية المخاطر مثل الأسهم مقابل استثمارات أكثر أماناً نسبياً مثل أدوات الدخل الثابت والنقد، والهدف هنا تفهم مقدار المخاطرة الذي يمكنك حقاً احتماله بينما تنام ملء جفنيك مساء.

 

كذلك أنت في حاجة إلى تحديد مقدار الخسارة الذي يمكن أن تتحمله استثماراتك بدون أن تعرض أهدافك الاستثمارية للخطر، وهنا يتحتم عليك تحديد مصادر دخلك ومواردك المالية بشكل عام والوقت الذي تحتاجه للوصول إلى تلك الأهداف جنباً إلى جنب.

 

إذا كنت مثلا في منتصف العشرينيات من العمر وغير متزوج ولديك التزامات مالية قليلة، فأنت أكثر تحملاً للمخاطرة مقارنة بالمستثمرين الآخرين ممن في أواخر الخمسينيات من العمر ومتزوجين ولديهم أبناء في الجامعة، لذا كقاعدة عامة، المستثمرون الأصغر سناً أكثر تحملاً للمخاطر من الأكبر سناً، لذا إذا بدأت الاستثمار في وقت مبكر من عمرك، يمكنك أن تبدأ رحلة استثمارية بمحفظة استثمار بها حقوق ملكية صافية تركز على تكوين الثروة بقوة بشكل أساسي.

 

تقول "كريستين بنز" مديرة التمويل الشخصي والتخطيط للتقاعد في "مورنينج ستار" إنه إذا كان التقلب الأحدث للسوق ألحق الضرر بك على نحو أكبر مما كنت تعتقد أنه قد يصيبك، فعليك أن تقضي بعض الوقت في التفكير ملياً قبل اتخاذ قرارات جديدة.

 

وأضافت: "دخل الكثير من الناس إلى السوق في عامي 2020 و2021 لمجرد أنه كان يرتفع.. الآن هو الوقت المناسب لأن تأخذ نفساً عميقاً، وأن تفكر في القدر المناسب من المخاطرة الذي تتحمله محفظتك".

 

وهنا نعود للسؤال الجوهري، ما الذي سيحدث لك جراء انخفاض كبير في قيمة محفظتك، أولاً سيؤثر ذلك بشكل أساسي على بقية وضعك المالي، وهو ما يطلق عليه القدرة على تحمل المخاطرة.

 

ويرتبط ذلك بأهدافك المالية والتي تحدد مقدار الوقت الذي لديك لتحقيق تلك الأهداف، وقد تحتاج لتطرح سؤالاً على نفسك ما الذي أدخر أموالي من أجله ومتى أتطلع إلى سحب بعض أو كل تلك الأموال والمدة التي ستحتاج فيها إلى ذلك المال؟.

 

بشكل عام كلما كان جدولك الزمني أطول زادت المخاطرة التي يمكنك تحملها، فإذا كنت على بعد سنوات من هدفك في الأجل الطويل، مثل التقاعد، فإن الانخفاضات قصيرة الأجل في محفظتك لا تشكل مشكلة كبيرة لأن استثماراتك أمامها عقود للتعافي، كما أنه في هذه الحالة فإن تخصيص قدر أكبر من الأموال للأسهم بهدف تحقيق نمو أكبر بمرور الوقت ربما يكون واقعياً.  

 

أما إذا كان هدفك الاستثماري في المستقبل القريب أو تقترب من سن التقاعد مثلا، فإن تكبد خسارة كبيرة قد يعرقل خططك وبالتالي عليك أن تكون حذراً؛ فإذا كنت تخصص جزءاً من محفظتك مثلاً لسداد دفعة مقدمة من ثمن شراء منزل في العام الجاري، فربما لا تكون قادراً على تحمل تراجع كبير للسوق، وهنا يجب عليك أن توازن محفظتك بين الأصول التي توفر الدخل والاستقرار في الوقت ذاته وهو ما تتميز به أدوات الدخل الثابت على انخفاض عائدها وبين الأصول التي تقدم فرصاً للنمو مثل الأسهم.

 

أيضاً قد تميل إلى خوض المخاطر إذا كان لديك دخل ثابت أو لديك القليل من الديون ذات الفائدة المرتفعة، بالإضافة إلى بعض الأموال التي تخصصها مثلا للإنفاق على البنود غير الأساسية، في هذه الحالة فإنك لا تعتمد على عوائد استثماراتك لتغطية نفقاتك الشهرية وبالتالي لن يراودك القلق إذا تراجعت قيمة أسهمك لأنك لا تعتمد على هذا الدخل من أجل معيشتك اليومية.

 

كيف تشعر تجاه الخسارة؟

 

 

من بين الأمور المهمة هو كيف تتفاعل مشاعرك مع الخسارة، هل التحقق من محفظتك بشكل دائم ورؤية الكثير من الأرقام الحمراء يشعرك بالضغط النفسي، هل تعرضك للأخبار السلبية بشأن السوق يصدمك، هل تتسبب الخسارة في شعورك بالرغبة في التخارج من الأصول في موعد مبكر عما كنت تخطط له، أو هل قد تبيع كل أصول محفظتك في حالة شعورك بالذعر مثلا.

 

يصف محترفو الاستثمار قدرتك على الالتزام بخطتك المالية في مواجهة الخسائر الاستثمارية بأنه القدرة على تحمل المخاطر.. يقول "براد كلونتز" المخطط المالي المعتمد وأستاذ علم النفس المالي بجامعة "كريتون" إنه من الجيد أن تشعر بالذعر عندما تمتلئ صفحة حساب محفظتك بالأرقام والمؤشرات الحمراء الكبيرة، لكن إذا تركت هذا الذعر يتملكك إلى الحد الذي يدفعك لاتخاذ قرارات مالية متسرعة، فمن المحتمل أن تلحق ضرراً حقيقياً بأموالك".

 

ويقول "من الذي لا يخاف؟ إذا كنت تركب قطاراً أفعوانياً تنزل لأسفل وتشعر أنت بأن معدتك تتقلب، فهذا طبيعي... لكن تنشأ المشكلة عندما دفعك هذا الشعور بالرغبة في القفز من مقعدك أو عدم ركوب القطار مرة أخرى في حياتك".

 

يضرب المحللون مثالاً على ذلك بالمستثمرين الذين تخارجوا من سوق الأسهم خلال الركود الكبير في 2008-2009 وقاموا بالاستثمار مجدداً بعد ذلك بعام، إذ فوت أولئك بداية انتعاش السوق مما قلص العوائد المحتملة التي كانوا سيحصلون عليها لمدة تصل إلى عشر سنوات، كذلك الحال بالنسبة للمستثمرين الذين حولوا استثماراتهم من سوق الأسهم إلى النقد فهم خاطروا بعدم تحقيق أي عوائد في السنوات التالية للأزمة.

 

شعورك بالضيق من الخسارة طبيعي

 

في كتابهما "الوكز: تحسين القرارات بشأن الصحة والثروة والسعادة" يصف "كاس صنستين وريتشارد ثالر" النفور من الخسارة بأنه رغبة قوية في التمسك بما تمتلكه في الوقت الحالي لأنك لا تريد المخاطرة بتحمل الخسارة.

 

في الواقع، فإن البشر ينفرون من الخسارة لدرجة أن خسارة شيء تجعلهم أكثر تعاسة بمرتين من فرحتهم بربح ذلك الشىء. بمعنى آخر، إذا خسرنا 100 ريال في استثمار ما فإن شعورنا بالتعاسة سيكون ضعفي شعورنا بالفرح إذا ربحنا 100 ريال من نفس الاستثمار.

 

ضع هذا في الاعتبار، وفكر بشأن مدى قدرتك على تحمل المخاطر من حيث قدر ارتياحك للحصول على نتيجة مضمونة أو نتيجة تعتمد على الفرصة، على سبيل المثال، هل تفضل الحصول على 1000 ريال نقداً الآن أم فرصة بنسبة 50 بالمائة لربح خمسة آلاف ريال مستقبلاً، إذا كنت تفضل 1000 ريال الآن، قد يكون ذلك مؤشراً على أن تحملك للمخاطر أقل بسبب تفضيلك للحصول على نتيجة مضمونة على الرغم من فقدان فرصة ربح مبلغ أكبر.

 

من ناحية أخرى، إذا اخترت فرصة ربح خمسة آلاف ريال، يشير ذلك إلى درجة تحمل أكبر للمخاطرة لأنك على استعداد لتحمل مخاطر عدم الحصول على ربح آنٍ مقابل فرصة تحقيق مكسب أكبر مستقبلاً.  

 

كيف تتحمل القدر الملائم من المخاطرة؟

 

 

إذا لم تؤثر تقلبات السوق الأخيرة على خططك المالية، فإن خطوتك التالية الوحيدة هي الاستمرار على نفس المسار، ولكن إذا انحرفت عن مسار خطتك أو لم يكن لديك خطة من الأساس، فقد حان الوقت لأن تضع محفظتك على المسار الصحيح.

 

ابدأ بقدرتك على تحمل المخاطرة، تقترح "بنز" أن تضع في اعتبارك ما تحاول تحقيقه ومدى اقترابك من احتياجك للمال، وربما تكون في حاجة إلى محافظ فرعية من أجل تحقيق أهداف مختلفة.

 

بشكل عام، يمكن للأشخاص الأصغر سناً الذين يدخرون أموال استثمارهم للتقاعد أن يستثمروا أموالهم في مجموعة واسعة النطاق من الأسهم، وهي التي توفر عوائد طويلة الأجل أعلى من بقية أنواع الأصول، ولكنها أيضاً قد تكون محمّلة بمخاطر أكبر.

 

أما بالنسبة للأهداف قصيرة أو متوسطة الأجل والتي تمتد من سنة إلى ثلاث سنوات، فعليك التفكير في إضافة أصول أكثر أماناً مثل النقد وصناديق الاستثمار في أدوات الدخل الثابت.

 

يقول الخبراء إن هناك الكثير من الاستبيانات المتاحة عبر الإنترنت التي يمكن أن تساعدك في تحديد مدى تحملك للمخاطر، كما أن تحليلك لسلوكك خلال التراجعات الأخيرة للسوق يمكن أن تكون مقياساً مفيداً بنفس القدر.

 

تقول "كيلي لافين" نائبة الرئيس المعنية بدراسات المستهلكين لدى "أليانز لايف" إنه إذا كان المستثمر يشعر بعدم الراحة خلال تقلب الأسواق فهو بحاجة إلى تذكر ذلك ووضع إجراءات حماية حتى لا ينتابه هذا الشعور مرة أخرى في المرة القادمة التي يحدث فيها ذلك، لأنه ببساطة سيتكرر وستشعر بالسوء حيال ذلك الأمر".

 

لتجنب هذا الذعر الذي قد تشعر به، فكر في تقليص مخصصاتك للأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم والعملات المشفرة، قد ترغب أيضاً في التفكير في الاستثمار في صندوق يدير مخصصاتك.

 

تمثل أيضاً صناديق الكل في واحد التي تستثمر في مئات الأسهم المحلية والعالمية والأصول الفردية لتقليل المخاطرة في الاستثمار حلاً قد يكون جيداً؛ لأنه يزيحك من المعادلة ويترك للمنتج الاستثماري العبء الأكبر.

 

اللجوء إلى المستشار المالي قد يشكل حلاً جيداً للمساعدة ولتقديم النصح، يقول الخبراء إن من المهم هو ألا تتبع حدسك وتنسحب من السوق حتى تتحدث إلى شخص يمكنه المساعدة بشأن استثماراتك.

 

تلعب الملاءة المالية للمستثمرين أيضاً دوراً مهماً في تحديد مدى استعدادك للمخاطرة، فالمستثمرون أصحاب الملاءة المالية الكبيرة قادرون على الاستثمار في أدوات أعلى مخاطرة، ببساطة لأن لديهم القدرة المالية على تحمل الصدمات والخسائر الفعلية على الأرض، على الجانب الآخر فإن امتلاكهم للكثير من الأموال يسمح لهم بتنويع أدواتهم الاستثمارية للتحوط في مواجهة المخاطر على نحو أفضل من أصحاب الثروات المتوسطة أو المحدودة.

 

أما بالنسبة لأصحاب الثروات المتوسطة أو المحدودة الساعين إلى إدارة وتنمية مدخراتهم، فالحذر واجب، من الطبيعي أن يسعى أولئك إلى تقليص المخاطر للحد الأقصى إذ إن الخسارة قد تهدد مدى قدرتهم على تلبية التزاماتهم المالية أو المستقبل الذي يعملون من أجله.

 

 

المصادر: أرقام- سي إن بي سي- Merriledge- أي ليرن ماركتس

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة