«غرفة دبي»: تجارة الزجاج تدخل مرحـلة التعافي

كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي عن تراجع تجارة الزجاج في دبي قليلاً، إلا أنها تشهد حالياً دخولها في مرحلة التعافي.

وأشار التقرير، الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، إلى تسارع الصادرات من منتجات الزجاج بعد انخفاضها في عام 2009، كما عادت الواردات إلى مستوياتها السابقة، إذ استوردت دبي منتجات زجاج بنحو 3.1 مليارات درهم في عام 2011، لافتاً إلى أن زيادة التوقعات بظهور فرص لإعادة البناء في دول مثل ليبيا وسورية، رفعت من إمكانية زيادة الطلب على الزجاج.

وأشار التقرير أنه توجد في دبي منشآت لتصنيع الحاويات والزجاج في مناطق «جبل علي» و«رأس الخور» و«القوز»، لافتاً إلى وجود منافسة من مصانع إقليمية في إيران.

وأوضح التقرير أن «معرض الخليج للزجاج»، الذي سيقام للمرة الأولى في دبي العام الجاري، شهادة على حيوية هذا المجال، مبيناً أن المعرض سيقام في مركز دبي للمؤتمرات والمعارض أواخر سبتمبر المقبل، بمشاركة جهات رئيسة تعرض أحدث منتجاتها وحلولها لكامل سلسلة الإنتاج، بدءاً من المواد الخام، مروراً بالألواح، وحتى منتجات الزجاج المزخرف.

واردات وصادرات

وتفصيلاً، ذكر تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن واردات الإمارة من الزجاج، تراجعت قليلاً عقب الأزمة المالية العالمية، لكنها في وضع جيد حالياً، يؤهلها إلى العودة لمستويات ما قبل الأزمة.

وأفاد التقرير بأن دبي استوردت منتجات زجاج بنحو 3.1 مليارات درهم في عام 2011، مقارنة بنحو 3.5 مليارات درهم في عام 2006. فيما انخفضت صادرات الزجاج بصورة بسيطة من 2.9 مليار درهم في عام 2006 إلى 2.7 مليار درهم في عام 2011، إلا أن ذلك كان أعلى من المستويات المنخفضة التي سجلتها هذه الصادرات في عام 2009 عندما بلغت 2.2 مليار درهم.

وأضاف التقرير أن الصين والتشيك تعدان المصدر الرئيس لخيار الواردات بالنسبة للعديد من تجار دبي، إذ تشكل الواردات منهما معاً أكثر من ثلث الزجاج المستورد إلى دبي، فيما تأتي فرنسا والولايات المتحدة في المركزين الثالث والرابع، بحصة تقدر بنحو 8.9% و7.6% على التوالي، تليهما مصر بنسبة 7.5%، والنمسا بنسبة 5.3%، وألمانيا بنسبة 4.4%، واليابان بنسبة 4.2%. وتمثل بقية الأسواق نحو 23% من واردات دبي من الزجاج.

وبحسب «غرفة دبي»، تعد إيران أكبر وجهة لصادرات دبي من الزجاج بنسبة 27% تقريباً، ويشكل ذلك ضعف المنتجات المصدرة إلى سوق الصادرات الثانية في الترتيب تقريباً، وهي هونغ كونغ التي استوردت منتجات زجاج من دبي بقيمة 440 مليون درهم في عام 2011، فيما بلغت حصة الهند، ونيوزيلندا، والسعودية 6.1% و4.5% و3.5% على التوالي، وشكلت بقية أسواق التصدير الأخرى نحو ثلث صادرات منتجات الزجاج.

الزجاج المستورد

وبحسب إحصاءات «جمارك دبي»، فإن الألياف الزجاجية تشكل أكثر أنواع الزجاج المستورد في دبي (نحو ثلثا تجارة الزجاج في عام 2011). كما تشكل ألواح الزجاج المصقول نسبة 9.6% من تجارة الزجاج، والأواني الزجاجية 8.1%، في حين تمثل الفئات الأخرى من الزجاج النسبة المتبقية وهي 18%.

وسجلت التجارة في فئة السلع الزجاجية، معدل نمو سنوياً تراكمياً قدره 1.7% في الفترة بين الأعوام 2006 و2011. في وقت تعزز فيه هذه الاتجاهات النمو المستمر في قطاعات أخرى مثل البناء والعقارات.

الزجاج وإنتاج النفط

وبحسب التقرير، يستخدم الزجاج في دعم إنتاج النفط والغاز، موضحاً أن بالنظر إلى ثقل النفط الخام في حقول معينة، فإنه يتم تسخين الماء داخل بيوت زجاجية، ومن ثم إنزاله داخل خزانات النفط، لتخفيف الخام، ودفعه من الأسفل نحو السطح. وأكد أنه يمكن للشركات الإقليمية، استغلال هذه الاتجاهات الناشئة بفاعلية، من خلال توجيه إنتاجها نحو الاحتياجات المحلية.

تكاليف الطاقة

ولفت تقرير «غرفة دبي» إلى أن تكاليف الطاقة المنخفضة نسبياً في دبي، وقلة تكاليف الزجاج المعاد تدويره، تعد المزايا الرئيسة للإمارة عند مقارنتها بأوروبا والولايات المتحدة، إذ يتوقع أن تلعب هذه المزايا دوراً محورياً مستقبلاً.

وقال إن الطلب على الزجاج سيبقى قوياً في أميركا الشمالية وأوروبا، إذ إن الشركات تبحث عن أكثر الطرق فعالية من حيث الكلفة، لبناء المباني العامة باستخدام مواد غير الطابوق والخرسانة.

وذكر أن الطرق الحديثة تشمل بناء الهياكل الفوقية الداخلية من الصلب، وإضافة جدران زجاجية كبيرة، للاستفادة من الضوء الطبيعي الذي توفره الجدران خلال النهار، لافتاً إلى أنه حتى داخل المباني، فإنه تستخدم أرضيات زجاجية لتعزيز الخصائص الجمالية للزجاج، وجعل أسطح الأرضيات أكثر حيوية، وزيادة كمية الضوء داخل المبنى.

تغليف زجاجي

ورأى التقرير أن أذواق المستهلك تتغير كما هو معروف، إذ يتوقع أن يختار المستهلكون عالمياً، «التغليف الزجاجي» للمحافظة على جودة المنتج قبل بيعه، ما يعني استبدال الألمنيوم والبلاستيك بنسبة 3 إلى 1 (62%) طبقاً لمسح أجري عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضح المسح أن نحو 73% من المستهلكين مستمرون في اختيار التغليف الزجاجي للحفاظ على نقاء المنتجات. ما يلقي الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في سلسلة القيمة التي يمكنها إعادة تدوير المنتجات الزجاجية، وتلبية الطلب على الحاويات الزجاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

منشآت دبي

وأكد تقرير الغرفة أنه توجد في دبي منشآت لتصنيع الحاويات والزجاج في مناطق «جبل علي» و«رأس الخور» و«القوز»، وهي منشآت مجهزة من قبل شركات عالمية متخصصة.

وأضاف أن «مصنع القوز» ضاعف قدرته الإنتاجية إلى 3.5 ملايين متر مربع من الزجاج في عام 2009 لتلبية الطلب، لافتاً إلى أنه على الرغم من الزيادة في القدرة الإنتاجية، فإنه يتوقع حدوث منافسة من مصانع إقليمية.

وذكر أن إيران افتتحت في فبراير 2013 ما قالت إنه ثالث أكبر مجمع لإنتاج الزجاج في العالم، ورابع أكبر فرن لصهر الزجاج في العالم، ويعتقد أن الأسواق التي تستهدفها منتجات هذه المصانع الإيرانية تركيا، والهند، والبرازيل، ودول أخرى في آسيا الوسطى.