نبض أرقام
05:44
توقيت مكة المكرمة

2024/05/23
2024/05/22

منظمة الصحة العالمية: الإمارات أظهرت استجابة سريعة ومتميزة للتعامل مع «جدري القردة»

2022/06/01 الاتحاد

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن النظام الصحي في دولة الإمارات يتسم بالقوة والقدرة على الاستجابة للفاشيات، وقد ازدادت قدرات النظام الصحي بفضل الخبرات التي تراكمت خلال الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والدروس المستفادة من التعامل مع الجائحة خلال الفترة الماضية.

وقالت الدكتورة شيرين النصيري، المسؤولة الطبية بوحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية بمنظمة الصحة العالمية، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: «الإمارات متميزة للغاية في الجوانب المتعلقة بالفاشيات، ومن أبرز ذلك التأهب والتخطيط وسرعة الاستجابة وتوفير الموارد اللازمة والتنسيق بين القطاعات المختلفة وإشراك المجتمع وتوعية أفراده وفئاته المختلفة».

وأشارت إلى أنه في 29 مايو الماضي، أبلغت دولة الإمارات العربية المتحدة عن ثلاث حالات جديدة من جدري القردة، مما رفع العدد الإجمالي إلى 4 حالات، وتواصل منظمة الصحة العالمية التشاور مع السلطات الصحية الوطنية في الإمارات حول سبل الاستجابة لجدري القردة التي سارعت السلطات الصحية لتنفيذها وتشمل توسيع نطاق الترصد، وتتبع المخالطين، وتعزيز القدرات المختبرية على احتواء تفشي المرض، وشددت على وقف سريان العدوى يمثل الأولوية القصوى للدولة، وهي تمتلك كل مقومات تحقيق ذلك.


خطة العمل


وتحدثت النصيري، عن الدور والدعم الذي يقدمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط لتعزيز الكشف المبكر عن المرض وتعزيز سبل الوقاية، مشيرة إلى أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يعمل عن كثب مع البلدان لتوسيع نطاق خطط التأهب والاستجابة لجدري القردة.

وذكرت أن المكتب الإقليمي يواصل العمل مع جميع البلدان، بما فيها بلدان الصراع لضمان تحديد الحالات المحتملة واختبارها والاستجابة لها من خلال تبسيط الدعم المختبري على المستوى الوطني في جميع البلدان، مع تعزيز إجراء الاختبار والترصد وتقصي الحالات وتعقب المخالطين.

وكشفت أن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط سوف يزود وزارات الصحة في جميع أنحاء الإقليم بقائمة بالمراكز المتعاونة لشحن العينات والاختبار، مع الحفاظ على إمدادات كافية من الكواشف ومجموعات الاختبارات المعملية.

وأشارت إلى أن فريق المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية قد عقد اجتماعات فنية مختلفة مع مديري المختبرات الوطنية ونقاط الاتصال القطرية لمناقشة خطط الاستعداد والاستجابة وتقديم الدعم اللازم، كما تقوم المنظمة بتبادُل المعلومات مع البلدان من خلال الاجتماعات التقنية، وإصدار إرشادات تقنية مؤقتة وسريعة بشأن الترصُّد، والتحليل المختبري، والرعاية السريرية، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والتواصل بشأن المخاطر، والمشاركة المجتمعية.

وأشارت المسؤولة الطبية بوحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية بمنظمة الصحة العالمية، إلى تقديم منتجات إعلامية للوزارات والعاملين الصحيين والمجتمعات المحلية وعامة الناس لتعريفهم بجدري القردة وكيفية الحفاظ على سلامتهم.


تقييم الوضع


وعن تقييم وضع انتشار المرض بالنسبة لدول شرق المتوسط حتى الآن، أجابت النصيري:«حتى الآن لم يظهر المرض إلا في دولة واحدة سجلت عدداً محدوداً جداً من الإصابات، ونعتقد أن بالإمكان احتواء المرض في الإقليم بالحرص على التدابير الوقائية وإجراءات الصحة العامة، ومن خلال زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بتلك التدابير».

ورداً على سؤال: هل تشير المعطيات لديكم إلى مزيد من الانتشار لهذا المرض خلال الفترة المقبلة في إقليم شرق المتوسط؟ أفادت أن الوضع يتطور بسرعة في البلدان التي تفشى فيها جدري القردة مؤخراً، والتي لم يكن المرض يتوطن فيها من قبل.

وتوقعت أن هناك احتمالات باكتشاف المزيد من الحالات، خاصة مع وجود حالات مشتبهة يجري تقصيها حالياً، مضيفة:«لكننا نعمل مع دول الإقليم ونتشاور حول سبل منع وصول المرض أو وقف انتشاره من خلال الأنشطة التي ذكرتها من قبل».


الفحص واللقاح


وعن وجود فحص «بي سي آر» خاص بالمرض، وآلية الفحص التي يتم تطبيقها للكشف عن الإصابة من عدمها، قالت:«نعم، يجب استخدام اختبار تضخيم الحمض النووي (مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل) لتأكيد الإصابة بفيروس جدري القرود».

وأضافت:«يعمل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية عن كثب مع جميع البلدان لضمان تحديد الحالات المحتملة واختبارها والاستجابة لها بسرعة من خلال تبسيط الدعم المختبري على المستوى الوطني في جميع البلدان مع تعزيز اختبار rt-PCR».

وحول وجود لقاح متاح حالياً، أجابت النصيري:«يوجد منذ عام 2019 لقاح جديد مضاد للجدري وجدري القردة، لكن الكميات المتوفرة منه ليست بالكميات الضخمة، كما أنه اتضح أن اللقاح المضاد للجدري يوفر حماية بنسبة 85% من جدري القردة». 

وذكرت أن هناك بعض الدول تمتلك مخزوناً غير كبير من اللقاح، وبعضها قدم بالفعل اللقاح للفئات الأكثر عرضة للإصابة بجدري القردة، مشيرة إلى أن الغرض من أي لقاح هو تحقيق الوقاية ومنع الإصابة بالعدوى، لذلك يقدم اللقاح للأشخاص غير المصابين (خاصة المعرضين للعدوى) لحمايتهم من الإصابة قبل التعرض، وكذلك يمكن أن يؤخذ اللقاح أيضاً للمعالجة الوقائية بعد التعرّض.


6 جوانب مهمة لرعاية المرضى


بالنسبة للأدوية المنتجة حالياً للتعامل مع حالات الإصابة بجدري القردة، أكدت أن هذا المرض من الأمراض التي يتم الشفاء منها من دون علاج في غضون أسابيع قليلة، ولكن لابد من إيلاء عناية ورعاية خاصة لمعالجة الأعراض المصاحبة للمرض.

وأفادت أن من أهم جوانب الرعاية والعناية المطلوبة، تحسين الرعاية السريرية لجدري القردة بشكل كامل للتخفيف من الأعراض وإدارة المضاعفات ومنع العواقب طويلة المدى.

ولفتت إلى العناية بالبشرة، عن طريق غسل الآفات الجلدية بالماء والصابون أو محلول بوفيدون اليود وعلاج الالتهابات البكتيرية الثانوية بالمضادات الحيوية الموضعية أو الفموية حسب الحاجة.

وأيضاً العناية بالعين، لمنع تندب القرنية وضعف البصر باستخدام مكملات فيتامين «أ» عند الحاجة، وضمادات العين الواقية، والمضادات الحيوية العينية أو مضادات الفيروسات حسب الحاجة.

وبالنسبة للعناية بالفم، فيجب غسل الفم بالماء النظيف الموجود به نسبة قليلة من الملح، واستخدم مسكنات الآلام لتقليل آلام الغشاء المخاطي من تقرحات الفم وتشجيع تناول الطعام والسوائل.


أدوية لعلاج المرض


أشارت الدكتورة شيرين النصيري، المسؤولة الطبية بوحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن من بين الأدوية الممكن استخدمها لعلاج مرض جدري القردة، تيكوفيريمات Tecovirimat هو مضاد للفيروسات تمت الموافقة عليه من قبل وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) لعلاج جدري القرود في يناير 2022، ومع ذلك، فهو غير متوفر على نطاق واسع حتى الآن، إضافة إلى مكمل فيتامين أ Provie وفقاً للتوصيات القياسية خاصة للأطفال. وعن وجود شركات تعمل على إنتاح أدوية في الوقت الراهن، أكدت أن الأدوية المتوفرة حالياً مصنعة حديثاً ولم يمض على تصنيعها بضعة أشهر، وكذلك يعتبر اللقاح المضاد لجدري القردة حديث نسبياً، ومع ذلك فالمجال مفتوح أمام شركات تصنيع الأدوية كي تعزز جهودها في هذا الصدد، خاصة مع نقص الكميات المطروحة من الدواء واللقاح.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة