%85 نسبة نجاعة التطعيم في الوقاية من جدري القردة

أكد الدكتور محمود المشهداني أستاذ مساعد – الطب الجزيئي بكلية الطب في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أنه لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، لكن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة وهذا التطعيم المسبق ضد الجدري قد يجعل المرض يتخذ مساراً أخف وطأة.

قال المشهداني في حديث مع «الخليج» إن مرض جدري القردة هو مرض فيروسي نادر الحدوث، حيث إن مسببه عادة ما يصيب الحيوانات مثل القوارض الصغيرة والسناجب في الغابات المطيرة في أفريقيا، خصوصًا في غرب ووسط أفريقيا. وعلى الرغم من اسمه، إلا أن فيروس جدري القردة لا يعيش في القرود حصرياً. عند انتقال هذا الفيروس من الحيوان المصاب إلى الإنسان تظهر على الشخص المصاب أعراض مماثلة لتلك الأعراض المعروفة عند الإصابة بمرض الجدري بشكل طفح جلدي ولكن بحدة اقل حيث ان فيروس جدري القردة ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري. وعادةً ما يكون جدري القردة مرضاً محدوداً ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً. وحالات التفشي الحالية لا تتشابه مع جائحة كوفيد-19 لأنه لا ينتقل بسهولة.

وعن أعراض المرض، قال: ينتقل الفيروس إلى الإنسان عند مخالطته سوائل الحيوانات المصابة أما انتقاله من إنسان إلى آخر فهي محدودة جداً وتحصل من خلال ملامسة البثور الجلدية أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف. كما أن انتقال الفيروس عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه.

تتراوح الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها بين 5 أيام و21 يوماً. ويمكن ان تقسم الأعراض إلى مرحلتين زمنيتين من لحظة الإصابة إلى فترة الغزو (الأيام الخمسة الأولى) ومن ثم فترة ظهور الطفح الجلدي (بعد 1-3 أيام من الإصابة).

تتميز فترة الغزو بأعراض عامة مماثلة لحالات الإصابة بالفيروسات وهي: حمى، وصداع، تضخّم العقد اللمفاوية، وهن شديد مع آلام في الظهر وفي العضلات. ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

ثم تليها مرحلة الطفح الجلدي، الذي يبدأ عادة على الوجه، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. مثل راحتي اليدين وأخمصي القدمين ثم يتطور إلى حطاطات بقعية Maculopapular rash (آفات ذات قواعد مسطّحة) خلال 10 أيام ثم حويصلات Vesicle (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات pimple تليها جلبات Crust. تنتهي هذه الأعراض عادة في غضون ثلاثة أسابيع. 

وعن آلية حماية أنفسنا من المرض، قال: أهم وسيلة للوقاية من المرض هي عن طريق إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له. حيث ان من المهم جدا استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة، بالإضافة إلى أهمية متابعة المستجدات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية المعنية. وبما ان جدري القردة ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، فانه يمكن احتواؤه بسهولة نسبياً من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية كتجنّب المخالطة الجسدية للمصابين بعدوى جدري القردة، وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

وأكد أن الإمارات كعادتها تتميز في سرعة وحرفية التعامل مع الأزمات والطوارئ واستعداداتها الوثيقة والمبنية على احدث الأسس العلمية والمهنية العالمية والتي أصبحت مرجعاً لباقي دول العالم خصوصاً في نجاحها بالتعامل مع جائحة كوفد19 فقد استعدت الدولة بكافة إمكانياتها للتغلب واحتواء المرض في حالة ظهوره لا قدر الله بداية بتعزيز التقصي الوبائي لمرض جدري القرود المستجد الذي انتشر في عدد من الدول ومطالبة جميع الجهات المعنية بضرورة الاكتشاف المبكر والتقصي عن المرض وذلك للحد من خطورة انتشاره وذلك لضمان التطبيق الفعال والأمثل لإجراءات الوقاية والتحكم بمصادر العدوى المحتملة للمرض.