“المناطق الاقتصادية العالمية” تطور منطقتين للمنتجات الحلال في جبل علي

أعلنت "المناطق الاقتصادية العالمية"، التابعة ل "دبي العالمية" وبالتعاون مع "مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي" عن خطة لإنشاء منطقتين مخصصتين للمنتجات الحلال، سيتم تشييدهما وفق أحدث المواصفات العالمية، وذلك بهدف تزويد الأسواق الاقليمية والعالمية بالمنتجات الحلال، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز موقع دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، ووضعها على خارطة العالم "مركزاً عالمياً للمنتجات الحلال".

خصصت "المناطق الاقتصادية العالمية" قطعتي أرض في كل من "جافزا" و"تكنوبارك"، لإنشاء منطقة "حلال جافزا" على مساحة 850000 متر مربع، في حين ستمتد منطقة "حلال تكنوبارك" على مساحة تتجاوز 700000 متر مربع، على أن تقوم "حلال جافزا" بخدمة الأسواق العالمية، و"تكنوبارك" لخدمة الأسواق المحلية والاقليمية .

وحسب الخطة التي أعدتها "المناطق الاقتصادية العالمية" سيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل تتضمن تحديد القوانين والأنظمة، واحتياجات الترخيص الخاصة بالمنطقة، وصياغة مشروعات القوانين واللوائح وفقاً لذلك، فضلاً عن وضع العمليات والأنظمة الداخلية لأتمتتها .

وقال هشام الشيراوي، رئيس مجلس إدارة "المناطق الاقتصادية العالمية" عن المبادرة الجديدة خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس في جناح "جافزا" في معرض "غلفود 2014"، بحضور عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: تعد هذه الخطوة جزءاً من مبادرة المناطق الاقتصادية العالمية لدعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي .

خطوة مهمة

أضاف الشيراوي، "بما أن المنتجات والخدمات الحلال هي إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الإسلامي، فإن هذه المبادرة تعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه لتصبح المناطق الاقتصادية العالمية واحداً من المراكز الرئيسية في العالم لتجارة المنتجات، والخدمات والصناعات الحلال" .

أضاف الشيراوي: تأتي هذه الخطوة دعماً لعملاء المناطق الاقتصادية العالمية وتلبية لمتطلبات أعمالهم لتخدم أكثر من 700 شركة رائدة في قطاع الأغذية والمشروبات، والأدوية - الرعاية الصحية، ومسحتضرات التجميل، وسيسهم ذلك في نمو حجم تجارتهم التي بلغت 8 .16 مليار درهم في 2013 يشارك عدد من هذه الشركات في مجال إنتاج وتسويق، وتوزيع المنتجات الحلال .

وأشار الشيراوي إلى أن الاشتراطات التي تطلبها الشركات للإقامة في المنطقتين المخصصتين في "حلال جافزا" و"حلال تكنوبارك" تتمثل في كون أعمالها تتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية من حيث استخدام المواد الخالية من أية مدخلات محرمة مثل لحوم ودهون الخنزير أو الكحوليات وكذلك ما يتعلق بعمليات التسويق والترويج وغيرها من العمليات .

وقال الشيراوي: توجد تحديات تتعلق بمعايير صناعة الحلال لكن عملية التغلب عليها متواصلة عبر التعاون مع الجهات الرسمية في الدولة وبالتعاون مع الجهات المناظرة في دول الخليج،كما نعمل على التعاون مع الجهات العالمية المختصة بصناعة الحلال .

وعن الامتيازات الإضافية التي يمكن أن تحصل عليها الشركات في المنطقتين قال الشيراوي: الامتيازات الحالية الممنوحة للشركات جيدة لكن وجود الشركات في منطقة خاصة بها يمنحها بيئة مثالية في التقارب مع الشركات المشابهة لها في نفس القطاع، فضلاً عن الشركات التي ستقيم مختبرات ومعامل توفر شهادات علمية بمدى مطابقة منتجاتها لمعايير الحلال، مؤكداً أن الإدارة ستقدم كافة التسهيلات للشركات الراغبة في هاتين المنطقتين .

وعن مدى قيام إدارة "جافزا" بمراجعة الرسوم المتعلقة بالشركات بشكل عام قال الشيراوي: "لا أعتقد أن الأسعار والرسوم حاليا بحاجة لمراجعة لكننا بشكل عام نراجع هذه الأمور بصورة مستمرة، على اعتبار أن النشاط الاقتصادي متغير وتتداخل فيه اعتبارات داخلية وخارجية وفي نهاية المطاف تتحكم قاعدة العرض والطلب في هذه المسألة" .

من جانبه قال عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "يسرنا أن نقدم الدعم لمبادرة "المناطق الاقتصادية العالمية" والمعنية بإطلاق منطقتين للمنتجات الحلال وكلنا ثقة بأن هذه المبادرة ستساهم في تنمية ورفع الوعي في الصناعات الحلال في الدولة والتي تعد من أهم ركائز استراتيجيتنا" .

وأضاف العور: "سيعمل مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع هذه المناطق على تطوير قطاع الأغذية الحلال وأنماط الحياة التي تدعمها، إضافة إلى الترويج المنسق للمعايير التي تنظم هذه الصناعة" .

وأشار العور إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار تعزيز وضع دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي، موضحا أن مركز مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي يدعم جميع المبادرات التي تدعم دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي وأن العام الجاري والمقبل سيشهدان إطلاق مبادرات مماثلة في هذا الإطار .

وتعتمد المناطق الاقتصادية العالمية في خطتها لتطوير مناطق الأغذية الحلال على بنية تحتية مميزة تؤهلها لاستقطاب الشركات العاملة في مجال صناعة الحلال، وتوفر نظاماً متكاملاً من خلال نظام النافذة الموحدة لتلبية متطلبات جميع العملاء في سلسلة توريد الحلال بما يمكنهم من القيام بأعمالهم بكل سهولة ويسر .

وتضع المناطق الاقتصادية العالمية نصب عينيها خلق شراكات وجذب مؤسسات، وجميعات، وهيئات الاعتماد، وشركات البحوث والتنمية الاستشارية بغية دعم سلسة التوريد الحلال بأكملها بدءاً من البحوث والتنمية، مروراً بتطوير المنتجات، وصولاً إلى توفير المصادر، والإنتاج، والتوزيع، وتوفير الخدمات اللوجستية والمبيعات والتسويق .

الجدير بالذكر أن المناطق الاقتصادية العالمية تعد خطةً للترويج لمعايير الأغذية الحلال على الصعيد العالمي التي تطورت بفضل جهود هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس وإدارة دبي للاعتماد بهدف جذب الشركات العاملة في قطاع الصناعات الحلال .

ويقدر حجم سوق منتجات الحلال عالمياً ب 77 .2 تريليون دولار وهو ما يمثل 20% من حجم تجارة الأغذية في العالم .

ومن المتوقع استمرار ارتفاع حجم منتجات الحلال بأكثر من 8 .4% سنوياً لتصل من 6 تريليونات و4 مليارات دولار أمريكي في عام 2020 .

عيسى كاظم: الأغذية الحلال تحظى باهتمام 25% من سكان العالم

قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي ورئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي والأمين العام لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي تعليقاً على المبادرة: "يعد قطاع الصناعات الحلال أحد أهم محاور الاقتصاد الإسلامي عالميا . ويمكن قياس أهميته بالنسبة للاقتصاد الإسلامي بحجم حصته السوقية التي وصلت إلى 3 .2 تريليون دولار ومن المتوقع أن يحظى هذا القطاع باهتمام واستهلاك واحد من كل أربعة أشخاص عالمياً" .

أضاف: "نظرا لتزايد الطلب على المنتجات الحلال، من المتوقع أن يشهد القطاع نموا كبيرا في السنوات القليلة المقبلة، لذا من الضروري أن نستعد بالتعاون مع كافة الشركاء لهذه المرحلة عبر توفير البنية التحتية اللازمة وسن الأنظمة والمعايير التي ستعمل على تنمية القطاع وتطويره . وسيلعب مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي دوراً مهماً في تحديد أطر العمل ودعم المبادرات التي ستسهم في تحقيق رؤية دبي وقادتها وتنصيبها عاصمة للاقتصاد الإسلامي" .